الفاتح

حيّ الفاتح، هو أشهر أحياء إسطنبول الأوروبيّة الذي يسمح لزائريه بالعيش في الأزمنة الماضية والتمتّع بعظمة الحضارة العثمانيّة التي تمتد قرابة 850 عام. لذلك، سيرى الزائر هذا الحيّ منقوشاً على بيوتِ المدينة القديمة وجوامعها العثمانيّة. في جنبات هذا الحيّ، يستحضر الزائر مسيرةَ الفتح الإسلاميّ لإسطنبول التاريخيّة في أزقته القديمة وأحياءه العريقة، ولهذا، أصبح الحيّ مركزاً روحياً لمواطني الجمهوريّة التركيّة.

أما اليوم، فتعتبر الفاتح معقلاً للجالية والتجارة العربيّة؛ فالعديد من أبناء الجاليات يفضلون الاستقرار ضمن أجواء مُفعمة بالروحانيّة. كذلك، تتمتع الفاتح بمراكزَ سياحيّة متميزّة؛ لتمركز الحيّ وسط المدينة وقربه من أبرز الأماكن السياحيّة والتاريخيّة والأسواق الشهيرة.

سميَ الحيّ بالفاتح نسبة إلى السلطان العثمانيّ محمد الفاتح، الذي تمكن من فتح إسطنبول عام 1453م، وأمر بعدها بإعادة إعمار الأسوار؛ حيث تم بناء الكليّة التعليميّة مع أهم معالم المدينة. وجامع الفاتح، وأُسس في الحيّ أول جامعةٍ عثمانيّة. أبرز ما يُميز الفاتح هو احتضانها لجامع الفاتح المدهش؛ حيث يتموضع في تلة مرتفعة يُمكن رؤيته من الكثير من المناطق في المدينة.

تحيط المياهُ الفاتحَ من ثلاث جوانب؛ وهي بحر مرمرة ومضيق البوسفور؛ أما الجانبُ الرابع فتحيط به أسوارُ إسطنبول. هناك في الفاتح العديد من الأماكن الفريدة، التي يجب زيارتها، وهي:

• السوق/البازار المصريّ: سُمي السوق بهذا الاسم لأن معظم تجاره الأتراك كانوا يذهبون لمصر لجلبِ البضاعة، خاصةً الحبوب، القهوة، والتوابل. يُعتبر هذا البازار من أكبرَ الأسواقِ في المدينة ويقع مقابل ميناء أمينونو. عند دخول هذا البازار، سيجد الزائر أرضيةً حجريّة، وقبباً مزخرفة، وجدران تاريخيّة تمتزج بمنتجاتٍ عثمانيّة وقناديل ملوّنة، وتحف معماريّة لا مثيل لها.
• جراند بازار/البازار الكبير: يسمى هذا البازار كذلك السوقَ المسقوف ويقع في بايزيد في إسطنبول، وهو عبارة عن سوق مغلق ومتاهة كبرى ممتعة، لتُشكّل أحدَ أهمّ المعالم التي لا بدّ من زيارتها. يعدّ السوق كذلك محطة التقاءِ مئاتِ آلاف الزوارِ يومياً ونقطة بيع الكثير من المُنتجات القديمة والحديثة؛ فيُكوّن البازار متحفاً فسيفسائياً وقيمةً ثقافيّة وتاريخيّة لا تتكرر في الجمهوريّة بأكملها.
• مركز هستوريا للتسوّق: من أشهر مراكز التسوقِ في المدينة والذي يجذب السيّاح والمواطنين. يتميز المركز بتصميمٍ عصريّ يتوسط مدخله نافورة مياهٍ بديعة، تسحر زائريه؛ خاصةً، حينما ترتفع المياه من داخلها لتخلق بيئةً رائعة. يتكون المول من 6 طوابق تُقدم كامل أنواع الخدمات والبضائع، وأشهر الأطعمة التقليديّة الشرقيّة والغربيّة.
• جامع الخرقة الشريفة: اكتسب الجامع اسمه هذا بسبب احتضانه عباءة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، التي أحضرها السلطان سليم الأول، تاسع سلاطين الدولة العثمانيّة، عام 1516 إلى إسطنبول، واحتفظ بها هناك. يتوافد مئات الآلاف من السيّاح والمواطنين لجامع الخرقة الشريفة في شهر رمضان من كلّ عام، لزيارة الجامع ومشاهدة بردة النبيّ محمد، في مشهدٍ أصبح من أبرزِ الطقوس الرمضانيّة، لدى المسلمين عامةً.
• حيّ ومسجد السلطانِ أحمد: أولى الوجهات السياحيّة في المدينة والتي تحتضن العديد من الآثار والزوايا التاريخيّة كمتحف عامٍ مكشوف. يقع الحيّ ومسجده على تلال المدينة، وشهد حضاراتٍ عديدة وثلاث امبراطوريات عاصرت التاريخ والعمارة؛ لذلك، أصبح الحيّ مركزاً للعديد من الثقافات والأديان. يحتوي الحيّ أيضاً على أعمدة تاريخيّة مثل عمود الأفاعيْ، و العمود المشبك، والمسلة الفرعونية، وجامع الحيّ الشهير الذي بدء العمل في إنشائه عام 1609م زمن السلطان أحمد الأول.
• مسجد ومتحف آيا صوفيا: يُعتبر مسجد ومتحف آيا صوفيا من أهم أماكن التراثِ العالميّ، ويقع مقابل جامع السلطان أحمد. أنشئ المسجد على هيئة كنيسة، واستخدم كجامع بعد الفتح العثمانيّ لإسطنبول عام 1453م وحتى 1935م، ثم تحول لمتحف تم تشييده من الحجرِ والقرميد. يعود تاريخ المسجد لعام 537م ويُعتبره العديد ثامن عجائب الدنيا.
• سوق صحفلار: سوق الكتبِ المستعملة والمخطوطات النادرة والمصغرة الشهير. يجمع هذا السوق هواة القراءة والكتب التي تتضمن الدين، والفلسفة، والمنطق.

 

كما ذكرنا، فتتميز الفاتح بطابعٍ أثريّ وقديم لأحيائها مع هيئة بسيطة متواضعة. مع ذلك، فإن أسعار البيوت والإيجارات هناك مرتفعة، نظراً لموقعها المتميز في قلب المدينة ولرغبة السياح والمقيمين في الاقامة والاستثمار هناك. كذلك، تُوفر الفاتح شبكةَ نقلٍ مميزة تتيح الوصول لكافة أطراف المدينة بكل أريحيّة. لذلك، فالفاتح هي أيقونة السياحة الروحانيّة والتاريخيّة، وهي المنطقة التي توفّر كامل الخدمات والسلع التي يحتاجها الزائر والمواطن.

تُقدّم الفاتح بيئةً استثماريّة متينة وجذابة للمستثمرين الراغبين في مختلف أنواع الاستثمار؛ حيث تُدعّم هذه البيئة بميزات تُشجع الراغبين بعوائدٍ ماليّة مميزّة للدخول في مجال الاستثمار في المدينة. من هذه الميزات:

• موقع الفاتح الاستراتيجيّ والذي تسبّب في ارتفاع الطلب على العقارات في هذا الحيّ؛ مما ساهم في تنشيط الحركة الاستثماريّة والتجارية لتلبية الطلب المتزايد على العقارات.
• بنية تحتيّة متميّزة، وخدمات وفيرة، ودرجة تنظيمٍ عالية.
• بيئة استثماريّة نشطة تؤثر إيجاباً على مشاريع المستثمرين العقاريّة والتجاريّة إذ أن شراء عقارٍ في هذا الحيّ يضمنُ تحقيق عوائد ماليّة جيّدة.

لهذه الأسباب، فإن الفاتح تعتبر من الخياراتِ المثاليّة لشراء عقارٍ هناك سواء كان للجنسيّة التركيّة، الإقامة العقاريّة، أو الاستثمار العقاريّ. وهذا الخيار يأتي كذلك في وقتٍ تتزاحم فيه شركات الانشاء التركيّة في بناء المُجمعات السكنيّة والمشاريع العقاريّة في الحيّ، والتي تتميز بالفخامة ونمط الحياة العصريّ.